اتهمت وزارة الدفاع الروسية تركيا بتهريب النفط من داعش في مؤتمر صحفي عقدته الوزارة في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2015م، وزعمت الوزارة أنه بحوزتها دليل وحيث عرضت مجموعة فيديوهات وخارطة لثلاثة مسارات رئيسية للتهريب المزعوم.
وبالنظر إلى الحقائق فإنه يوجد الكثير من المعضلات في مزاعم وزارة الدفاع الروسية. وقد قوبلت التكهنات الروسية بالرفض من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف التكهنات بـ"الإفتراء". ورفضت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وحكومة إقليم كردستان هذه المزاعم.

الخارطة التي عرضتها روسيا لم تكن حديثة،إذ أن بعض المناطق في سوريا مثل عفرين والحسكة وقامشلي عرضت على أنها تحت سيطرة داعش، بينما في الواقع هي تحت سيطرة وحدات حماية الشعب. وفيما يتعلق بمزاعم مسارات النفطة الثلاث الرئيسية، تظهر المعضلات التالية:

*المسار الأول يأخذ النفط المنتج في حقول قريبة من مدينة الرقة في سوريا إلى بلدة أعزاز على الحدود مع تركيا ويمر إلى المدينة الحدودية التركية ريحانلي. يمر هذا الطريق عبر عفرين والتي تقع تحت سيطرة عدو داعش 'وحدات حماية الشعب'.
*المسار الثاني يأخذ النفط المهرب من دير الزور ويحمله إلى الحدود السورية في قامشلي، ثم يُمرر النفط إلى باتمان في تركيا لتصفيته. المعضلة هنا تكمن في أن المصافي في دير الزور تقع تحت سيطرة النظام السوري وقامشلي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، وبين قامشلي وباتمان لا يوجد أي طريق. إضافة إلى ذلك فالمصافي في باتمان تديرها مصافي البترول التركية (TUPRAS) وقد أصدرت توبراس بياناً ينفي هذا الادعاء.
*المسار الثالث يأخذ النفط من شرق سوريا وغرب العراق إلى داخل الزاوية الجنوب شرقية لتركيا. وقد رفض المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان صفين ديزاي المزاعم الروسية أن داعش يبيع النفط لتركيا عبر إقليم كردستان. كما قال رئيس لجنة الطاقة في حكومة إقليم كردستان شيركو جودت "تُصَّدِّر حكومة إقليم كردستان النفط لتركيا عبر أنابيب وخزانات لبيعها للمشترين حول العالم" وأن صور الأقمار الصناعية الروسية أظهرت خزانات تحمل نفطاً من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي.

وتوجد معضلات أخرى مع الفيديوهات التي عرضتها وزارة الدفاع الروسية، فالمركبات التي عرضت زعماً أنها تنقل النفط وتعبر الحدود التركية ليست خزانات نفط بل منصات نقل وعليها حاويات، ومنطقياً يمستحيل نقل النفط في حاويات.

إضافة إلى المعضلات المذكورة فيما يتعلق بـ'براهين' المزاعم الروسية، أصدرت العديد من التصريحات لنفي هذه المزاعم. حيث رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر مزاعم روسيا قائلاً: "لا يوجد أي تواطؤ للحكومة التركية في بعض عمليات شراء نفط غير المشروع من داعش، نحن فقط لا نصدق أن ذلك صحيحاً على أية حال وبأي شكل من الأشكال."

كما رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أيضاً جوليا ماسون هذه الإدعاءات قائلةً:"نرفض فرضية أن الحكومة التركية في تحالف مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لتهريب النفط، لم نرَ أي برهان لدعم اتهام كهذا."

وقال مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة آدم زوبن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض في 16 ديسمبر/كانون الأول: "لا نرى أي برهان على أن الحكومة التركية تشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام."

وقالت نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سوسن شبلي أنه لا وجود لبراهين تدعم التكهنات الروسية وأضافت "نظام الأسد تسلم كميات كبيرة من النفط من داعش ولدينا براهين على ذلك، ولدينا دلائل توضح أن القضية هي هذه." وفندت صحيفة دير شبيغل الألمانية الادعات الروسية بطرح عدة معضلات.

https://www.youtube.com/watch?v=hQey-FCHhb0
http://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-russia-turkey-idUSKBN0T...
http://www.bbc.com/news/world-middle-east-34990548
http://www.tupras.com.tr/detailpage.tr.php?lPageID=7531
http://aa.com.tr/en/turkey/krg-dismisses-russian-claims-of-daesh-oil-sal...
https://www.youtube.com/watch?v=hQey-FCHhb0
http://www.dailysabah.com/diplomacy/2015/12/03/iraqi-kurds-refute-russia...
http://www.usatoday.com/story/news/world/2015/12/02/russia-claims-turkey...
http://aa.com.tr/en/turkey/us-dismisses-russian-claims-turkey-buying-dae...
https://www.whitehouse.gov/the-press-office/2015/12/16/press-briefing-pr...
http://beta.trtworld.com/europe/germany-says-assad-regime-buying-oil-fro...
http://www.dailysabah.com/diplomacy/2015/12/04/germany-one-by-one-debunk...